وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ
لم يكونوا من المنافقين الذين عذرهم النبي صلى الله عليه وسلم عن تخلفهم للغزوة، ولم يكذبوا ويضعوا حججاً واهية وأكاذيب واهنة، إنما صدقوا القول بخطئهم، لكن الحبيب محمد لم يعفُِ عنهم ومنع أحداً من مجاراتهم بحديثٍ أو سلامٍ ولا يُرَد عليهم السلام طيلة أربعين يوماً ومن ثم منع عنهم نسائهم عشرٌ أُخر.
فضاقت الأرض عليهم بما رحبت أي بكل وسعتها واتساعها قد ضاقت في عيونهم وقلوبهم من شدّة ألمهم وندمهم وحزنهم، وضاقت عليهم أنفسهم كما اليوم الكثيرون في بلادنا يتمنون الموت ويحسدون الأموات لشدة بلائهم وكروبهم.
وظنّوا ألا ملجأ ولا مفر ولا مهرب من الله إلا إليه، وقد أتت ظنوا بمعنى تيقّنوا وهو الظن بالرتبة الإيمانية الأولى والأعلى، ولم ينتظروا جاهةً ووصايةً من أرباب الدنيا ولا حتى من أصحاب رسول الله. حتى نزلَت هذه الآية وتاب الله عليهم أي غفر لهم وعفا عنهم وفرّج همهم ونفّس كرباتهم وقضى حاجتهم وأبدلهم فرحاً عن الحزن.
في هذه الأيام وبعد أن ضاقت الأرض بما رحُبت علينا وبعد أن ضاقت أنفسنا علينا وتمنينا الموت لا الحياة لما عِشناه ولا زلنا نعيشه طيلة سنواتٍ وسنوات وليست أياماً ولا أشهراً ، لكنّا حتى اليوم لم نُطبّق شرط اليقين بالله حتى يُفرّج الله عنا كربتنا ويُزل الغمّة عن هذه الأمة، فلو تيقنّا بنصر الله وفرجه وعقدنا الأمل على الله وحده لا على روسيا وأمريكا وتركيا وغيرهم. وسعينا لمرضاة الله بالتوكّل لا التواكل، والإخلاص في الأعمال بعد النوايا وجاهدنا حق الجهاد، لكانت هذه الغمامة السوداء قد أزاحها الله عنّا منذ زمنٍ.
" مصعب السلوم "
لم يكونوا من المنافقين الذين عذرهم النبي صلى الله عليه وسلم عن تخلفهم للغزوة، ولم يكذبوا ويضعوا حججاً واهية وأكاذيب واهنة، إنما صدقوا القول بخطئهم، لكن الحبيب محمد لم يعفُِ عنهم ومنع أحداً من مجاراتهم بحديثٍ أو سلامٍ ولا يُرَد عليهم السلام طيلة أربعين يوماً ومن ثم منع عنهم نسائهم عشرٌ أُخر.
فضاقت الأرض عليهم بما رحبت أي بكل وسعتها واتساعها قد ضاقت في عيونهم وقلوبهم من شدّة ألمهم وندمهم وحزنهم، وضاقت عليهم أنفسهم كما اليوم الكثيرون في بلادنا يتمنون الموت ويحسدون الأموات لشدة بلائهم وكروبهم.
وظنّوا ألا ملجأ ولا مفر ولا مهرب من الله إلا إليه، وقد أتت ظنوا بمعنى تيقّنوا وهو الظن بالرتبة الإيمانية الأولى والأعلى، ولم ينتظروا جاهةً ووصايةً من أرباب الدنيا ولا حتى من أصحاب رسول الله. حتى نزلَت هذه الآية وتاب الله عليهم أي غفر لهم وعفا عنهم وفرّج همهم ونفّس كرباتهم وقضى حاجتهم وأبدلهم فرحاً عن الحزن.
في هذه الأيام وبعد أن ضاقت الأرض بما رحُبت علينا وبعد أن ضاقت أنفسنا علينا وتمنينا الموت لا الحياة لما عِشناه ولا زلنا نعيشه طيلة سنواتٍ وسنوات وليست أياماً ولا أشهراً ، لكنّا حتى اليوم لم نُطبّق شرط اليقين بالله حتى يُفرّج الله عنا كربتنا ويُزل الغمّة عن هذه الأمة، فلو تيقنّا بنصر الله وفرجه وعقدنا الأمل على الله وحده لا على روسيا وأمريكا وتركيا وغيرهم. وسعينا لمرضاة الله بالتوكّل لا التواكل، والإخلاص في الأعمال بعد النوايا وجاهدنا حق الجهاد، لكانت هذه الغمامة السوداء قد أزاحها الله عنّا منذ زمنٍ.
" مصعب السلوم "